الى كل من يريد ذنبه ينغفرر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الى كل من يريد ذنبه ينغفرر
]الســلآم عليكــم
المــوضــوع بــآيــن من عنــوأنــه
تبــي أجــر تبــي غفـر ذنــوب مآ عليك ســوآ الإستــغفــآر والإكثــآر منــه
(((من تاب لله توبه نصوووحه غفر الله له )))
بسم الله الرحمن الرحيم
المــوضــوع بــآيــن من عنــوأنــه
تبــي أجــر تبــي غفـر ذنــوب مآ عليك ســوآ الإستــغفــآر والإكثــآر منــه
اأســتغــفــر الله
اأسـتـغــفــر الله
اأســتغــفــر الله
اأسـتـغــفــرالله
(((من تقرب لله غفر ذنبه))
امور تقرب لله
الصلاه
القيام
الاستغفار
والتسبيح
تغفر الذنوب كلهاااا
والاعمال الصالحه
اأسـتـغــفــر الله
اأســتغــفــر الله
اأسـتـغــفــرالله
(((من تقرب لله غفر ذنبه))
امور تقرب لله
الصلاه
القيام
الاستغفار
والتسبيح
تغفر الذنوب كلهاااا
والاعمال الصالحه
(((من تاب لله توبه نصوووحه غفر الله له )))
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم الشيخ . . . حفظه الله تعالى ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد : ففي هذا اليوم وصل إلي كتابكم ، وقد فهمت ما فيه ،
وقد تضمن ملاحظة فضيلتكم على كلامي فيما يتعلق بالحديث القدسي الذي رواه
النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال :
صحيح البخاري التوحيد (6970) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة
والاستغفار (2675) ، سنن الترمذي الدَّعَوَاتِ (3603) ، سنن ابن ماجه الأدب
(3822) ، مسند أحمد (2/480). من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب
مني ذراعا تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة . وكان في إثبات الهرولة لله تعالى إشكال عندكم .
فيا محب : تعلم أن هذا الحديث أخبر الله تعالى به عن نفسه ،
ونقله عنه أمينه على وحيه ورسوله إلى عباده ، ومبلغ رسالته على الوجه
الأتم ، ونقله عن هذا الرسول أمناء أمته من الصحابة والتابعين ، وأئمة
الأمة من أهل الحديث والفقه ، وتلقته الأمة بالقبول .
وتعلم يا محب : أن الله - تبارك وتعالى - أعلم بنفسه وبغيره : سورة البقرة الآية 216 وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، سورة البقرة الآية 140 قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ
وتعلم يا محب : أن الله تعالى لم يطلع خلقه على ما علمه إياهم من أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ، إلا ليبين لهم الحق حتى لا ( الجزء رقم : 1)- -ص 184- يضلوا : سورة النساء الآية 176 يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
وتعلم يا محب : أنه لا أحد أحسن من الله حديثا ولا أصدق منه قيلا ، وأن كلامه جل وعلا في أعلى غاية الفصاحة والبيان .
وقد قال سبحانه عن نفسه :
صحيح مسلم الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ (2687)
، سنن ابن ماجه الْأَدَبِ (3821). من أتاني يمشي أتيته هرولة
. فلا تستوحش يا أخي من شيء أثبته الله تعالى لنفسه بعد أن علمت ما سبق ،
واعلم أنك إذا نفيت أن الله تعالى يأتي هرولة فسيكون مضمون هذا النفي صحة
أن يقال : إن الله لا يأتي هرولة . وفي هذا ما فيه .
ومن المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتيانا
حقيقيا للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به ، كما دل على ذلك
كتاب الله تعالى ، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون هرولة لمن
أتاه يمشي فمن أثبت إتيان الله تعالى ، حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من
هذا الإتيان بصفة الهرولة على الوجه اللائق به . وأي مانع يمنع من أن نؤمن
بأن الله تعالى يأتي هرولة ، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه وهو سبحانه
وتعالى يفعل ما يشاء ، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وليس في إتيان الله تعالى هرولة على الوجه اللائق به بدون
تكييف ولا تمثيل شيء من النقص ، حتى يقال : إنه ليس ظاهر الكلام ، بل هو
فعل من أفعاله يفعله كيف يشاء ، ولهذا لم يأت في كلام الله تعالى عنه ، ولا
في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصرفه عن ذلك كما أتى في الحديث
القدسي : صحيح مسلم الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ (2569) ، مسند أحمد (2/404). إن الله تعالى يقول يوم القيامة : يا ابن آدم ( الجزء رقم : 1)- -ص 185- مرضت فلم تعدني . الحديث .
وأما قول فضيلتكم : "لم أجد عن الصحابة والتابعين ذكر
لإثبات هذه الصفة" أي الهرولة ، فإن فضيلتكم لا يخفى عليه أن هذه الصفة جاء
إثباتها لله تعالى فيما أخبر الله به نفسه عن نفسه " أتيته هرولة " ،
وفيما نقله عنه أمينه على وحيه ورسوله إلى من أرسله إليهم من خلقه ، وفيما
رواه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيما رواه التابعون عن
الصحابة ، وفيما رواه أئمة الأمة بعدهم إلى عصرنا هذا ، كلهم يقولون عن
الله : " أتيته هرولة " .
فقد ذكرت في كلام الله في الحديث القدسي ، وفي كلام رسوله ،
وفي كلام الصحابة ، وفي كلام التابعين ، وفي كلام الأئمة بعدهم رواية
ودراية نقلا وقبولا ، ولله الحمد .
ولا يخفى على فضيلتكم القاعدة العامة عند السلف من أن نصوص
الصفات تجري على ظاهرها اللائق بالله تعالى بلا كيف ؛ كما اشتهر عنهم قولهم
: "أمروها كما جاءت بلا كيف" . وهذه القاعدة تجري على كل فرد من أفراد
النصوص ، وإن لم ينصوا عليه بعينه ، ولا يمكننا أن نخرج عنها نصا واحدا إلا
بدليل عن السلف أنفسهم ، ولو قلنا : إنه لا بد أن ينصوا على كل نص بعينه
لم يكن لهذه القاعدة فائدة . ومن ذلك هذا الحديث الذي نحن بصدد الكلام عليه
، فإن ظاهره ثبوت إتيان الله تعالى هرولة ، وهذا الظاهر ليس ممتنعا على
الله عز وجل ؛ لأنه لا يتضمن نقصا فيكون داخلا في القاعدة المذكورة ، فيثبت
لله تعالى حقيقة ، ويصان عن الأوهام الباطلة من التمثيل والتكييف .
ولا يخفى على فضيلتكم أن هذا الحديث ليس فيه شيء من ( الجزء رقم : 1)- -ص 186-
المشاكلة ؛ فإن الإشكال عندكم فيما ظهر لي ليس في مجرد الإتيان ، ولكن في
إثبات الهرولة . والهرولة إنما ذكرت في الحديث في إتيان الله تعالى فقط .
أما في إتيان المخلوق فقال : " من أتاني يمشي " والفرق بين مطلق المشي
والهرولة ظاهر وحينئذ فلا مشاكلة .
ثم إن المشاكلة عند من قال بها تكون في أحد الطرفين حقيقة ، وفي الثاني غير حقيقة ، لكن ذكرت بلفظه للتشاكل .
ثم إن فتح باب المشاكلة ينفتح به إشكالات ، ألا ترى أن الذاهبين لذلك أنكروا من أجله صفات يثبتها السلف أهل السنة :
فقالوا : إن الاستهزاء الذي أخبر الله عنه نفسه في قوله : سورة البقرة الآية 15 اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ من المشاكلة .
وقالوا : إن الخداع الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة النساء الآية 142 وَهُوَ خَادِعُهُمْ من المشاكلة .
وقالوا : إن المكر الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة الأنفال الآية 30 وَيَمْكُرُ اللَّهُ من المشاكلة .
وقالوا : إن الكيد الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة الطارق الآية 16 وَأَكِيدُ كَيْدًا من المشاكلة .
وقالوا : إن الرضى الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة المائدة الآية 119 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ( الجزء رقم : 1)- -ص 187- من المشاكلة .
إلى غير هذا مما ذكروه ونفوا من أجله حقيقة ما وصف الله به نفسه من ذلك .
ولعل فضيلتكم يرجع إلى ما كتبته عن القول الثاني في تفسير
الحديث ، والذي ذهب إليه بعض الناس ، فإن العلة فيه عندي غير المشاكلة ؛
لأني أرى أن التعليل بالمشاكلة تعليل ينفتح به ما لا يمكن دفعه ، كما أنه
عند التأمل لا مشاكلة في الحديث لما بينته آنفا .
وأما ما تفضل به فضيلته من ملاحظة على قولي : " إن الحديث
خرج مخرج المثال فيكون المعنى من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي" من
وجهين :
أحدها : أن لفظ (مَن) من صيغ العموم .
الثاني : أنه تفسير وتأويل لا ينضبط .
فلا يخفى على فضيلتكم أن لفظ (مَن) وغيرها من الأسماء
الموصلة أو الشرطية ، عام في أفراد ما تدل عليه الصلة أو فعل الشرط فقط ،
فإذا قلت : من أخبرني بقدوم فلان فله كذا ، كان عاما في جميع أفراد من
يخبرك بقدومه ، لكنه لا يتناول من أخبرك بقدوم غيره ، أو من أخبرك عنه بشيء
غير القدوم ، فقوله تعالى في الحديث القدسي : التحميل جاري.... من أتاني يمشي في عبادة تستلزم المشي
. لم نكن أخرجنا لفظ (مَن) عن العموم حيث جعلناها شاملة لكل فرد من أفراد
من أتى الله يمشي ، وإتيان الله تعالى مشيا إنما يكون في عبادة ( الجزء رقم : 1)- -ص 188- تفتقر إلى المشي ليتحقق أنه أتى الله تعالى مشيا .
وبعد هذا يتبين أن ما قلته في التفسير منضبط غير مشكل ،
وأنه أبعد عن أن يلزمنا الخصوم من أهل التأويل بموافقتهم أو مداهنتهم فيما
أولوه من صفات الله عز وجل حيث أبقي الحديث على حقيقته اللائقة بالله تعالى
، من غير تكييف ولا تمثيل .
وإن الإنسان ليجد في نفسه الخوف من أن يلقى الله عز وجل ،
وهو يقول : "إن الله تعالى لا يأتي هرولة" بعد أن أثبت الله ذلك لنفسه ،
وسبحان من قال عن نفسه : سورة إبراهيم الآية 27 وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ .
وبعد : ففي هذا اليوم وصل إلي كتابكم ، وقد فهمت ما فيه ،
وقد تضمن ملاحظة فضيلتكم على كلامي فيما يتعلق بالحديث القدسي الذي رواه
النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال :
صحيح البخاري التوحيد (6970) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة
والاستغفار (2675) ، سنن الترمذي الدَّعَوَاتِ (3603) ، سنن ابن ماجه الأدب
(3822) ، مسند أحمد (2/480). من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب
مني ذراعا تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة . وكان في إثبات الهرولة لله تعالى إشكال عندكم .
فيا محب : تعلم أن هذا الحديث أخبر الله تعالى به عن نفسه ،
ونقله عنه أمينه على وحيه ورسوله إلى عباده ، ومبلغ رسالته على الوجه
الأتم ، ونقله عن هذا الرسول أمناء أمته من الصحابة والتابعين ، وأئمة
الأمة من أهل الحديث والفقه ، وتلقته الأمة بالقبول .
وتعلم يا محب : أن الله - تبارك وتعالى - أعلم بنفسه وبغيره : سورة البقرة الآية 216 وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ، سورة البقرة الآية 140 قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ
وتعلم يا محب : أن الله تعالى لم يطلع خلقه على ما علمه إياهم من أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ، إلا ليبين لهم الحق حتى لا ( الجزء رقم : 1)- -ص 184- يضلوا : سورة النساء الآية 176 يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
وتعلم يا محب : أنه لا أحد أحسن من الله حديثا ولا أصدق منه قيلا ، وأن كلامه جل وعلا في أعلى غاية الفصاحة والبيان .
وقد قال سبحانه عن نفسه :
صحيح مسلم الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ (2687)
، سنن ابن ماجه الْأَدَبِ (3821). من أتاني يمشي أتيته هرولة
. فلا تستوحش يا أخي من شيء أثبته الله تعالى لنفسه بعد أن علمت ما سبق ،
واعلم أنك إذا نفيت أن الله تعالى يأتي هرولة فسيكون مضمون هذا النفي صحة
أن يقال : إن الله لا يأتي هرولة . وفي هذا ما فيه .
ومن المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتيانا
حقيقيا للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به ، كما دل على ذلك
كتاب الله تعالى ، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون هرولة لمن
أتاه يمشي فمن أثبت إتيان الله تعالى ، حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من
هذا الإتيان بصفة الهرولة على الوجه اللائق به . وأي مانع يمنع من أن نؤمن
بأن الله تعالى يأتي هرولة ، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه وهو سبحانه
وتعالى يفعل ما يشاء ، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وليس في إتيان الله تعالى هرولة على الوجه اللائق به بدون
تكييف ولا تمثيل شيء من النقص ، حتى يقال : إنه ليس ظاهر الكلام ، بل هو
فعل من أفعاله يفعله كيف يشاء ، ولهذا لم يأت في كلام الله تعالى عنه ، ولا
في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصرفه عن ذلك كما أتى في الحديث
القدسي : صحيح مسلم الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ (2569) ، مسند أحمد (2/404). إن الله تعالى يقول يوم القيامة : يا ابن آدم ( الجزء رقم : 1)- -ص 185- مرضت فلم تعدني . الحديث .
وأما قول فضيلتكم : "لم أجد عن الصحابة والتابعين ذكر
لإثبات هذه الصفة" أي الهرولة ، فإن فضيلتكم لا يخفى عليه أن هذه الصفة جاء
إثباتها لله تعالى فيما أخبر الله به نفسه عن نفسه " أتيته هرولة " ،
وفيما نقله عنه أمينه على وحيه ورسوله إلى من أرسله إليهم من خلقه ، وفيما
رواه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيما رواه التابعون عن
الصحابة ، وفيما رواه أئمة الأمة بعدهم إلى عصرنا هذا ، كلهم يقولون عن
الله : " أتيته هرولة " .
فقد ذكرت في كلام الله في الحديث القدسي ، وفي كلام رسوله ،
وفي كلام الصحابة ، وفي كلام التابعين ، وفي كلام الأئمة بعدهم رواية
ودراية نقلا وقبولا ، ولله الحمد .
ولا يخفى على فضيلتكم القاعدة العامة عند السلف من أن نصوص
الصفات تجري على ظاهرها اللائق بالله تعالى بلا كيف ؛ كما اشتهر عنهم قولهم
: "أمروها كما جاءت بلا كيف" . وهذه القاعدة تجري على كل فرد من أفراد
النصوص ، وإن لم ينصوا عليه بعينه ، ولا يمكننا أن نخرج عنها نصا واحدا إلا
بدليل عن السلف أنفسهم ، ولو قلنا : إنه لا بد أن ينصوا على كل نص بعينه
لم يكن لهذه القاعدة فائدة . ومن ذلك هذا الحديث الذي نحن بصدد الكلام عليه
، فإن ظاهره ثبوت إتيان الله تعالى هرولة ، وهذا الظاهر ليس ممتنعا على
الله عز وجل ؛ لأنه لا يتضمن نقصا فيكون داخلا في القاعدة المذكورة ، فيثبت
لله تعالى حقيقة ، ويصان عن الأوهام الباطلة من التمثيل والتكييف .
ولا يخفى على فضيلتكم أن هذا الحديث ليس فيه شيء من ( الجزء رقم : 1)- -ص 186-
المشاكلة ؛ فإن الإشكال عندكم فيما ظهر لي ليس في مجرد الإتيان ، ولكن في
إثبات الهرولة . والهرولة إنما ذكرت في الحديث في إتيان الله تعالى فقط .
أما في إتيان المخلوق فقال : " من أتاني يمشي " والفرق بين مطلق المشي
والهرولة ظاهر وحينئذ فلا مشاكلة .
ثم إن المشاكلة عند من قال بها تكون في أحد الطرفين حقيقة ، وفي الثاني غير حقيقة ، لكن ذكرت بلفظه للتشاكل .
ثم إن فتح باب المشاكلة ينفتح به إشكالات ، ألا ترى أن الذاهبين لذلك أنكروا من أجله صفات يثبتها السلف أهل السنة :
فقالوا : إن الاستهزاء الذي أخبر الله عنه نفسه في قوله : سورة البقرة الآية 15 اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ من المشاكلة .
وقالوا : إن الخداع الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة النساء الآية 142 وَهُوَ خَادِعُهُمْ من المشاكلة .
وقالوا : إن المكر الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة الأنفال الآية 30 وَيَمْكُرُ اللَّهُ من المشاكلة .
وقالوا : إن الكيد الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة الطارق الآية 16 وَأَكِيدُ كَيْدًا من المشاكلة .
وقالوا : إن الرضى الذي أخبر الله به عن نفسه في قوله : سورة المائدة الآية 119 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ( الجزء رقم : 1)- -ص 187- من المشاكلة .
إلى غير هذا مما ذكروه ونفوا من أجله حقيقة ما وصف الله به نفسه من ذلك .
ولعل فضيلتكم يرجع إلى ما كتبته عن القول الثاني في تفسير
الحديث ، والذي ذهب إليه بعض الناس ، فإن العلة فيه عندي غير المشاكلة ؛
لأني أرى أن التعليل بالمشاكلة تعليل ينفتح به ما لا يمكن دفعه ، كما أنه
عند التأمل لا مشاكلة في الحديث لما بينته آنفا .
وأما ما تفضل به فضيلته من ملاحظة على قولي : " إن الحديث
خرج مخرج المثال فيكون المعنى من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي" من
وجهين :
أحدها : أن لفظ (مَن) من صيغ العموم .
الثاني : أنه تفسير وتأويل لا ينضبط .
فلا يخفى على فضيلتكم أن لفظ (مَن) وغيرها من الأسماء
الموصلة أو الشرطية ، عام في أفراد ما تدل عليه الصلة أو فعل الشرط فقط ،
فإذا قلت : من أخبرني بقدوم فلان فله كذا ، كان عاما في جميع أفراد من
يخبرك بقدومه ، لكنه لا يتناول من أخبرك بقدوم غيره ، أو من أخبرك عنه بشيء
غير القدوم ، فقوله تعالى في الحديث القدسي : التحميل جاري.... من أتاني يمشي في عبادة تستلزم المشي
. لم نكن أخرجنا لفظ (مَن) عن العموم حيث جعلناها شاملة لكل فرد من أفراد
من أتى الله يمشي ، وإتيان الله تعالى مشيا إنما يكون في عبادة ( الجزء رقم : 1)- -ص 188- تفتقر إلى المشي ليتحقق أنه أتى الله تعالى مشيا .
وبعد هذا يتبين أن ما قلته في التفسير منضبط غير مشكل ،
وأنه أبعد عن أن يلزمنا الخصوم من أهل التأويل بموافقتهم أو مداهنتهم فيما
أولوه من صفات الله عز وجل حيث أبقي الحديث على حقيقته اللائقة بالله تعالى
، من غير تكييف ولا تمثيل .
وإن الإنسان ليجد في نفسه الخوف من أن يلقى الله عز وجل ،
وهو يقول : "إن الله تعالى لا يأتي هرولة" بعد أن أثبت الله ذلك لنفسه ،
وسبحان من قال عن نفسه : سورة إبراهيم الآية 27 وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ .
الكبير قوى- مشرف على قسم الصور
- عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 21/07/2011
العمر : 26
رد: الى كل من يريد ذنبه ينغفرر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررر
مشكورررررررررررررر
مشكورررررررررررر
مشكوررررررررر
مشكوررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررررررر
مشكوررررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررررر
مشكورررررررررررررررر
مشكورررررررررررررر
مشكورررررررررررر
مشكوررررررررر
مشكوررررررر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى